هي حقيقةٌ مسلَّمٌ بها ، أثبتَـــها عديدٌ من التجارب ،
ليس هذا النوع من التجارب الذي يُجرى في المعملِ تحت مُراقبةِ الخبراء !
بل هي تجربةٌ حيّةٌ نعاصرها نحن تتفاعل في عقولنا بين الحين و الآخـــر،
تحت مُراقبةِ أعيننا الدّامعة منذ بدء الظاهرة و حتى انتهائـــها !
بـــدايةً ، ها أنتَ تسمعُ لـ رأسك أزيزٌ كـ أزيز المرجل ،
تكادُ تقسم أنَّك لو انفجرتَ غضباً لما سَلِمَ من غضبك - على وجه البسيطة - أحدٌ ،
تتناثـــر أشلاؤك سُخطـــا .. بل سُحقـــاً للجميع سواك !!
تستعرُ حدَّ الاســـوداد ،
فـ يصبحُ لزمجرتِك أنينٌ ، أو حتّى عواءٌ يمزِّقُ آخر خيوطِ العـــودة !
قـــيودٌ تمنعُكَ من الغضب ،
و تصدُّك عن الانتقـــام ،
و ترديكَ بعيداً .. عن كلِّ بارقة ســـعادة !
لكنَّها - رغم هذا - لا تمنعُك من الضحك ..
منفذٌ وحيـــدٌ تسلكه مُرغماً على تبديد أشلائـــك فيه ،
تضحك .. و تهتزُّ بعنف ؛ انتقاماً من هذا الجســـد الضعيف .. تقهقهُ بـ كلِّ ما تحملُ من غضـــب ،
و تزدادُ قهقهاتِك حين تشيرُ إليكَ أصابع الجنــــون بسخرية ،
في حين أنَّه العقل .. قيدُك و سوطُك !
ليتَك تستيقــــــظُ ذاتَ جنونٍ .. فلا تجده !
و ســ تدمعُ بعدها - رُغماً عن أنفِك - عيناك ؛
ليذوبَ ما تبقَّى من ثورتِك ، فتستحيلَ رمادا .. لـ يرقد بســـلامٍ
.
سكانُ البسيطــــــة !!
هستيــــريا الضحك .. حتّى البكاء ، جنونٌ أجدُني مُرغمةً على انتهاجــــه ،
كما أُرغمتُ من قبلِ على الكثير عــــداه ،
و مُنتهى الجنون - كما لا ترَون - .. هو أنّني ما زلتُ على قيد الحياة .. بينكمـ !!